جراحة القلب النابض

على مدار سنوات عديدة، كانت جراحة ترقيع الشرايين التاجية تجرى بالطريقة التقليدية، والتي تعتمد على إيقاف القلب مؤقتاً، بينما تتولى ماكينة القلب الصناعي مهمة ضخ الدم وتزويده بالأكسجين بدلاً من القلب والرئتين، وبعد الانتهاء من الجراحة يعاد تشغيل القلب مرة أخرى وتفصل ماكينة القلب الصناعي تدريجياً.

على الرغم من أن جراحة ترقيع الشرايين التاجية من الجراحات المنقذة للحياة، أدى استخدام ماكينة القلب الصناعي أحياناً إلى مضاعفات خطيرة مثل الجلطات والسكتات الدماغية وتلف الكلى، ولهذا بدأ الأطباء في البحث عن بدائل أكثر أماناً إلى أن توصلوا إلى تقنية جديدة تُعرف بجراحة القلب النابض، فما هي وكيف تساعد على تقليل المضاعفات، هذا ما سنوضحه هنا بالتفصيل.

ما هي جراحة القلب النابض؟

على عكس جراحة القلب المفتوح التقليدية، تُعد جراحة القلب النابض إحدى التقنيات المتطورة التي تسمح بإجراء الجراحة دون الحاجة إلى توقف القلب أو استخدام ماكينة القلب الصناعي. يقوم الجراح باستخدام معدات طبية متطورة لتثبيت جزء من القلب وترقيع الشريان المسدود في بيئة شديدة الدقة والسيطرة خلال العملية، وفي الوقت نفسه، يستمر القلب بالعمل وضخ الدماء إلى جميع أنحاء الجسم. تم اللجوء لتلك التقنية لتقليل المضاعفات المرتبطة بإيقاف القلب واستخدام ماكينة القلب الصناعي، والحفاظ على الوظائف الحيوية للمريض بصورة طبيعية أثناء الجراحة.

هل تقتصر جراحة القلب النابض على عمليات ترقيع الشرايين التاجية؟

في الحقيقة لا تقتصر جراحة القلب النابض على عمليات ترقيع الشرايين التاجية، إلا أنه الاستخدام الأشهر لهذه التقنية، وعندما أثبتت فعاليتها في تقليل المضاعفات، بدأ الأطباء في توسيع نطاق استخدامها في العمليات القلبية الأخرى، ومن أبرز الحالات التي تُستخدم فيها جراحة القلب النابض ما يلي:

  • إصلاح أو استبدال بعض الصمامات القلبية.
  • غلق الثقوب الخلقية البسيطة، مثل ثقب الحاجز الأذيني.
  • إزالة الأورام الحميدة من القلب، في حال إذا كانت في مكان مناسب ويسهل الوصول إليها دون الحاجة إلى إيقاف القلب.

رغم تعدد استخداماتها، يحدد جراح القلب مدى أهلية المرضى لجراحة القلب النابض بناء على الحالة الصحية العامة، طبيعة ونوع مرض القلب، وموقع الجراحة بالقلب.

الفئة المرشحة لجراحة القلب النابض

لقد ساهمت تقنية القلب النابض في ارتفاع نسب أمان جراحة القلب المفتوح خاصة لكبار السن، كما تُعد الخيار الأول لمن يعانون من:

  • قصور عضلة القلب
  • مرض السكر
  • مرض ضيق شرايين الرقبة
  • اعتلال وظائف الكلى
  • تكلس الشريان الأورطي
  • السمنة المفرطة

بمَ تتميز جراحة القلب النابض؟

مقارنة بجراحات القلب التقليدية التي تعتمد على إيقاف القلب واستخدام ماكينة القلب الصناعي، تتسم جراحة القلب النابض بالعديد من المميزات، أهمها:

  • قصر فترة الجراحة.
  • عدم الحاجة للمكوث بالمستشفى فترة طويلة.
  • ارتفاع معدلات الشفاء.
  • سرعة التعافي.
  • انخفاض احتمالية ظهور مضاعفات مثل العدوى والنزيف.
  • تقليل المخاطر المرتبطة بإيقاف القلب.

جراحة القلب النابض هي جراحة آمنة وتحقق نتائج جيدة في معظم الحالات، فنسبة نجاحها قد تصل إلى 99% خاصة عند إجرائها على يد جراح قلب متمرس في هذا النوع من الجراحة. يُجرى الدكتور طاهر عيد -استشاري جراحة القلب بمعهد القلب القومي- جراحة القلب النابض بدقة شديدة ومهارة مشهودة.

يُعد الدكتور طاهر عيد من الكفاءات الطبية في جراحات القلب بما في ذلك جراحة القلب النابض، وذلك بفضل خبرته العلمية والعملية الكبيرة. تخرج الدكتور طاهر من جامعة كامبريدج البريطانية، وحصل على درجة الماجستير والدكتوراة في جراحة القلب من جامعة عين شمس. تولي عدداً من المناصب في مستشفيات عديدة، حتى أصبح مدرساً واستشارياً في جراحات القلب بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية. لطلب الاستشارة الطبية الموثوقة لا تتردد في التواصل معنا.

 

مقالات متعلقة